الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية الثلاثة يحبونها كاملة بقلم شاهندة سمير

انت في الصفحة 16 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

أتعلم على أيديكم ياآل الشناوي..
غشيت عيونها الدموع..لتطرق برأسها بسرعة ولكن ليس قبل أن يلمحهم يحيي..ليتوجع قلبه وهي تقول
ياريت نقفل على الموضوع ده ونركز على حفلة النهاردة لإن الوقت بيجرى..من فضلك بس تقولى إيه المطلوب منى
قال لها بهدوء
يعنى مش ناوية تسمعى كلامى النهاردة وتجربى تركبى الخيل
نظرت إلى ساعتها ثم رفعت رأسها تنظر إليه ليجد عيونها خالية من الدموع وكأنها لم تكن..ليظن أنه توهم تلك الدموع ..وهي تقول بهدوء
مش هلحق..عايزة أقعد مع هشام شوية قبل ما....آااااه.
تأوهت رحمة من الألم وهي تجد يحيي قاطعا المسافة بينهم فى خطوتين 
إبنى إسمه هاشم مش هشام يارحمة..مفهوم
قالت رحمة پألم
أكيد عارفة إن إسمه هاشم..يمكن بس عشان إفتكرت هشام دلوقتى لخبطت أو يمكن عشان...
وكمان بتقولى أدامى إنك إفتكرتيه..إفتكرتى جوزك الأولانى..عشيقك اللى خنتينى معاه زمان..إفتكرتيه وأنا واقف قصادك قلبى بيوجعنى على حزنك اللى حسيته قى
صوتك..تصدقى إنى أنا اللى أستاهل كل اللى بيجرالى..وأنا اللى جبت ده كله لنفسى.
غشيت الدموع عيونها وهي تقول بصوت يقطر مرارة
حرام عليك بقى كفاية ظلم..أنا مخنتكش ومكرهتش فى حياتى أد هشام وإنت عارف..لو كنت بس فكرت بعقلك شوية ..لو كنت دورت جوة قلبك..كنت هتعرف الحقيقة..بس إنت زيهم كلهم..كنت دايما تقولى ميهمكيش منهم..إنتى غير مامتك..بس ساعة الجد..شفتنى زيها..أنا صډمتى الكبيرة فيك هي اللى خلتنى سكت وسيبتكم تظلمونى كمان وكمان..لكن لحد كدة وكفاية أنا تعبت ..حقيقى تعبت..
قصدك إيه..انا مش فاهم حاجة.
إبتسمت فى مرارة قائلة
ولا عمرك هتفهم..تعرف ليهلإنى لما حبيتك ..كنت فاكراك مختلف عنهم..بس إنت فى الآخر طلعت زيهم يايحيي..طلعت زيهم.
لتتركه وسط حيرته وتسرع بخطواتها مهرولة من أمامه بإتجاه المنزل..تنهمر دموعها پألم..بينما يتابعها يحيي بعينيه ..تزداد شكوكه حول ما حدث بالماضى ..ليصمم على سبر أغواره..والوصول للحقيقة مهما كان الثمن.
كان مراد يعدل من رباط عنقه لينظر إلى نفسه فى المرآه..تأمل وجهه للحظات..إنها فعلا ملامحه ولكنه بات لا يعرفها فهذا الذى يراه أمامه لا يمت بصلة لمراد الذى يعرفه..بل إن هذا الذى أمامه هو مسخ تجرد من كل المشاعر الإنسانية..كيف إستطاع أن يفعل ما فعل..أن يخير شروق بكل برود بين وجوده فى حياتها ووجود طفلهما..بل كيف أمرها بكل قسۏة أن ټقتل الطفل..هذا الطفل الذى حلم به طويلا..وأدرك أنه لن ينجبه من بشرى فلم يحزن..فهو لا يريد أطفالا منها..لقد أراده فقط من رحمة ورحمة أصبحت الآن بالنسبة إليه ماض..أم أنه ولصډمته مازال يأمل بأن تكون له يوما وأن تحمل هي طفله..هي فقط ولا احد غيرها..ولاحتى تلك المسكينة شروق والتى تعشقه بكل كيانها..ياالله هل جنلقد تحول حقا لمسخ..وهذا لا يعجبه على الإطلاق..ليقرر اليوم وبعد أن يحضر تلك الحفل أن يجلس مع نفسه طويلا يعيد حساباته جميعها..يجب أن يحسم قراراته ويعيد ترتيب حياته..تلك الحياة الفوضوية والتى لا تعجبه على الإطلاق وأول قرار سيتراجع عنه هو قرار إجهاض الطفل..فمن المستحيل أن يجبر شروق على تلك الفعلة الشنعاء..فلا ضميره يقر ذلك ولا .....قلبه .
خرجت رحمة من الحمام لتتفاجأ بفستان أسود رائع دون أكمام ..موضوع على سريرها وإلى جانبه جاكت أبيض قصير يتناسب معه..وعلى الكومود بجوار السرير وضع حذاء وحقيبة يتناسبان معه..إتجهت رحمة إلى الفستان وامسكته بين يديها تتأمله بسعادة ..تعلم أنه إختيار يحيي وهديته إليها..لا تدرى إن كان إعتذارا منه عن تلك الكلمات القاسېة التى قالها لها هذا الصباح..أم هو مجرد فستان أحضره لها لتليق به كزوجة ليحيي الشناوي..فى كلا الحالتين ..هذا الفستان من إختياره..إختاره خصيصا من أجلها..هذا الفستان ذوقه..ولطالما أعجبها ذوقه فى الإختيار وتلبس الفستان وداخلها لا يوجد سوى السعادة....السعادة الخالصة.
نظرت رحمة إلى نفسها فى المرآه تتأمل جمالها به..حقا لقد عرف

يحيي
شكله كان عارف إنها هتعلم بالشكل ده.
لم تمر كلماتها بسلام ..أدركت هذا وهي تستمع إلى صوت يحيي وهو يقول بحيرة
كنتى بتتعالجى من إيه يارحمة
رفعت رحمة إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك
لما كنت يعنى بقع من على السلم أو أتخبط فى حاجة..كنت بضطر أتعالج من كدماتهم اللى كانت بتسيب أثر جامد على بشرتى.
لم يقتنع يحيي بكلماتها ..يدرك أن هناك ما هو أكثر من ذلك..يراها الآن ترتدى الجاكت وتعدل مظهرها بأيد مرتعشة من التوتر..لذا لا يجب أن يزيد من توترها وهي مقبلة على حفل هام كهذا الحفل.. سيتركها فى الوقت الحالى..لينوى بعد إنتهاء الحفل أن يسعى إلى الحقيقة ..سيدفعها لقولها.... دفعا .
تأملت نهاد بأسى صديقتها شروق التى تجلس شاردة فى الشرفة تنظر إلى الأفق البعيد ..تنهمر دموعها بصمت.
مش تروقى كدة ياشوشو..وتمسحى دموعك..عشان خاطر البيبى اللى جواكى ده على الأقل.
مدت شروق يدها تمسح دموعها وهي تنظر لنهاد قائلة فى حزن
ڠصب عنى يانهاد..مش قادرة اصدق إن مراد اللى حبيته وإديتله قلبى وعمرى وكل حاجة جوايا..جاي يخيرنى دلوقتى مابينه وبين إبنه..مش قادرة أصدق إنه باعنى بالرخيص أوى كدة.
قالت نهاد وهي تربت على يدها
يمكن الصدمة كانت جامدة عليه شوية ياشروق..أنا مش بديله عذر على كلام فارغ قاله فى ساعة صدمة او ڠضب..انا بديله فرصة يفوق ويفكر صح..ووعد منى إن مجاش وصلح غلطته وإعتذر عن اللى قاله..لأنا بنفسى اللى هقفله وأجيبلك كل حقوقك منه.
قالت شروق بحزن
أنا مش عايزة منه حاجة.
قالت نهاد بحزم
لو متنازلة عن حقك فمتتنازليش عن حق إبنك فى فلوس أبوه.
تنهدت شروق قائلة
أنا كان نفسى لإبنى فى حب أبوه وعطفه وحنانه.. مش فلوسه يانهاد.
قالت نهاد بشفقة
إذا مقدرتيش تجيبيله حقه فى دول فعلى الأقل هاتيله حقه فى أملاك أبوه..عشان يستقوى بيها على الزمن اللى إحنا فيه..واللى بينداس على أمثالنا فيه لمجرد إن مش معانا فلوس ياشروق.
نظرت لها شروق قائلة بإستنكار
إنتى اللى بتقولى الكلام ده يانهاد..إنتى أكتر واحدة عارفة إن الفلوس مبتجيبش قوة ولا سعادة..وان الحب بس هو اللى بيحققهم.
أطرقت نهاد برأسها ..لا تستطيع دحض كلمات صديقتها فهي تعلم علم اليقين أن معها كل الحق..لتتنهد قائلة
طيب..أنا هقوم أعمل كوبايتين لمون..يروقوا دمنا وبعدين نقعد نشوف هنعمل إيه..ونحل مشكلتك دى إزاي ياشروق
لتنهض تتابعها عينا شروق التى نظرت إلى الأفق البعيد مجددا ..وقد اغروقت عيناها بالدموع ..تقول بهمس مرير
مشكلتى ملهاش حل يانهاد..مع الأسف..مش شايفالها أي حل.
أجابت بشرى هاتفها قائلة
أيوة يامراد.
قال مراد بهدوء
إنتى فين يابشرى
قالت بشرى
لسة عند علا..وإنت
قال مراد وهو يشغل سيارته
رايح خلاص الحفلة..
قالت بشرى
طيب يامراد..بالتوفيق.
كادت ان تغلق الهاتف لتتوقف يدها عن إنهاء المكالمة وهي تستمع إلى صوته يناديها لتعقد حاجبيها قائلة
فيه حاجة يامراد
زفر مراد قائلا
لأ مفيش..بس متتأخريش يابشرى.
مطت بشرى شفتيها قائلة
ماشى يامراد..مش هتأخر..سلام.
إستمعت
إلى صوته وهو
يقول بهدوء
سلام.
ثم أغلق الهاتف ..لتغلقه بدورها وهي تشرد قليلا لتفيق على صوت مجدى يقول بحيرة
مالك يابشرى
نظرت إليه وكأنها تنتبه لوجوده للمرة الأولى لتقول بحيرة
مراد.
ظهر الضيق على وجه مجدى وهو يقول
ماله سي زفت
هزت بشرى كتفيها قائلة
أول مرة يتصل بية ويسألنى عن مكانى وأول مرة يقوللى متتأخريش..
نظر إليها مجدى قائلا بإستنكار
وده بقى مفرحك ولا محيرك
نظرت إليه لتنتبه إلى غيرته وتقول بإبتسامة
وانا بس هفرح ليه يامجدىمن حبى فيه مثلا
قال مجدى بسخرية
مثلا
إتسعت إبتسامتها وهي تقول 
متبقاش عبيط يابيبى..مراد ولا فى دماغى أصلا..بس تحس من صوته كدة إنه مخڼوق وكأن فيه حاجة مش ظابطة معاه..أو حاجة حصلت..مش عارفة بس الموضوع ميريحش.

بقوة
بقولك إيه يابشرى..سيبك من سي مراد بتاعك ده وركزى فى اللى إنتى رايحة تعمليه عشان متوديناش فى داهية..ماشى.
نظرت إليه قائلة فى حنق
بالراحة طيب..وعموما لو إتكشفت أنا بس اللى هروح فى داهية ياسي مجدى.
قرصها مجدى فى وجنتها بخفة قائلا
وأنا وإنتى إيه ياروحى
تجاهلته قائلة
طيب مش إحنا خلاص ظبطنا مع فتحى..وكله تمام ..مش فاضل بس غير إنى أدخل البيت زي ما إتفقنا..ورايحة متأخر أهو زي ما قلتلى..على بداية الحفلة تمام عشان الكل يبقى مشغول و محدش يقفشنى..وساعتها هحط السم فى كوباية عصيرها وهتأكد إنها بتشرب منه وهمشى بسرعة..هلاقيك برة بعربيتك هتاخدنى ونهرب قبل ما حد يكشفنى..كدة تمام يامجدى
أنزل مجدى نقابها لتظهر فقط عيونها الجميلة من خلاله ليتأملها قائلا بعشق
كدة تمام ياقلب مجدى..خدى بالك بقى من نفسك.
ظهرت إبتسامتها فى عيونها وهي تومئ برأسها..ليتجها سويا إلى الخارج لتنفيذ خطتهما الشريرة والتى تتناسب مع قلوبهم السوداء.....تماما
الفصل السابع عشر
كانت رحمة تتهادى كالفراشة بين جنبات المنزل..تبتسم بدبلوماسية فى وجوه الحاضرين..تتابعها عينا يحيي بشغف ..بغيرة من تلك العيون المسلطة عليها..حتى إستقرت بين مجموعة من الحاضرين..تتحدث معهم بأريحية ليتعرف فيهم على نهى.. تلك الصديقة القديمة لرحمة وزوجة عيسى أحد شركاءه فى تلك الصفقة الجديدة..ومازالت السعادة غائبة عن حياته..والأدهى أن من يحبها هي زوجة أخيه كما كانت دائما..فى البداية هشام والآن يحيي..ليتوقف فجأة عن التفكير وهو يلاحظ شيئا غريبا..ألم قلبه الغريب هذا ليس ناتجا عن الغيرة كما كان بالماضى..بل هو نتاج شئ آخر..أم أنه يهيأ لهفقد رآها تبتسم للجميع ورأى الجميع عيونهم مسلطة عليها..ولم يتألم قلبه غيرة ..تألم قلبه غيرة فقط حين رأى سعادة وعشق تنبعث من عيونهما تجاه بعضهما البعض..كأنه يود لو حظي بمثل هذا الحب..لو غرق فيه حتى الثمالة..أتراه لم يعد يحب رحمةأتراه كان وهما تزول آثاره من قلبه ببطئ..ترى ما السبب الذى جعله يرى رحمة الآن كإمرأة عادية تعشق زوجها وزوجها يعشقها ..لا يتأملها كإمرأة ..لا يتأمل ملامحها ..قوامها..فقط يتأمل عيونها العاشقة..نظرتها..لقد قالها سابقا..لقد أصابه مس من الجنون ومن الأفضل أن يغادر الآن أن يذهب بعيدا إلى واحة راحته..إلى شروق ..لعله يجد عندها جوابا لأسئلته..او على الأقل..راحته.
كانت بشرى فى نفس الوقت تتابع هذا النادل الذى سلمته العصير ونفحته مبلغا من المال ليسلمه لرحمة ..رحمة فقط..لتبتسم بإنتصار حين أمسكت رحمة كوبها وبدأت تشرب منه..لتلقى عليها نظرة أخيرة شامتة قبل أن تبتعد مغادرة بسرعة لتجد مجدى بالفعل ينتظرها بالخارج فى سيارته..لتسرع بالركوب فى حين قال لها
عملتى إيه
خلعت نقابها وهي تقول
كله تمام..يلا بينا من هنا.
إبتسم وهو ينطلق بسيارته......يسابق الريح.
إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا ..بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التى جذبتها إنتى كويسة
أومأت برأسها بهدوء ..دون أن تبتعد تنعم بدفئه..ليعتذر الذى صدمها قائلا
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحيي..آنا آسف يامدام رحمة..أنا بس....
قاطعه يحيي قائلا
خلاص يافوزى محصلش حاجة.
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيي نافذة الصبر..ثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيي
من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزل..وهي مستسلمة له وهو يقودها.. تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدها..ليأخذها يحيي إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة
رحمة ..إنتى بجد كويسة
الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفة..فيه ۏجع فى بطنى..والۏجع بيزيد يايحيي.
أنا هكلم الدكتور رءوف ييجى يطمنا عليكى و....
دكتور رءوف تعالى دلوقتى ع الفيلا...بسرعة.
ليغلق الهاتف ..يشعر قلبه ولأول مرة.....بالخۏف.
كان يحيي يجلس أمام حجرة العمليات
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 30 صفحات