كواسر اخضعها بقلم العشق نورهان العشري قيثارة الكلمات كاملة
ولكن هل تتخلين عنه هل تتخلى الأم عن أبنائها
ارتجفت الحروف على شفتيها وهي تقول
_ ما الذي تقصده!
زين بتوضيح
هنا نعود إلى سؤالك لم أفعل هذا معك لأجل هذا الابن التائه الذي أعلن العصيان على والدته وأراد أن يثبت لها أنه لا يحتاجها وبمقدوره الاستغناء عنها بينما هو لا يستطيع الابتعاد عنها أبدا فهي والدته.
لست والدته وأرجوك لا تحاول التأثير علي.
قاطعها بقوة
بحثت بداخلها عن كلمات تجيبه بها فلم تجد فأردف محاولا الوصول إلى قلبها
_اعترفت منذ لحظات أنك أخطأت وقصرتي بحقه كزوج وهذا ما يجعلني أطالبك بالغفران.
حين أوشكت أن تتابعه صاح بقوة
ليحافظ على بنيانه.
لا تنكر بأنه محق في أشياء كثيرة ولكنه يطلب منها فوق طاقتها لا تستطيع مسامحته والغفران بالنسبة إليها درب من دروب المستحيل خاصة مع هذا الۏجع القاټل الذي يثقل صدرها.
تشوش عقلها وطغى ۏجعها على كل شيء فنظرت إليه بعينين واهنتين تشبهان نبرتها حين قالت
_ أريد أن أرتاح قليلا هل تسمح لي!
زين بتفهم
_بالطبع تفضلي وتذكري أنني هنا دائما لأجلك.
أومأت بامتنان وتوجهت إلى باب الغرفة تفتحه وإذا بها تقف وجها لوجه مع عينين لطالما تغنت بعشقهما دهرا عينان تعودان لرجل بنى لها برجا من العشق ثم هدمه فوق قلبها الذي حتى حطامه لم ينجو من بطشه.
هكذا تحدثت زينات غاضبة فلم يعيرها اهتماما فقد كان مشغولا بتهدئة قلبه الثائر بقوة حين لمح الألم الذي يطل من عينيها ويلون ملامحها التي ذبلت والسبب هو.
تجعدت ملامحه وقست نظراته وتولى عقله مهمة إقناعه بأنه لم يخطئ وأن ما فعله كان صائبا.. لذا توجه إلى مكتب والده لينهي هذا الصراع اللعېن صافقا الباب خلفه.
نورهان العشري
_ نور حبيبتي هل أنت هنا بحثت عنك كثيرا ولم أجدك.
هذا كان صوت جليلة الذي اخترق مسامعها وهي تغادر غرفة والدتها التي ارتفع ضغطها فجأة ولأول مرة منذ وقت طويل تستوطن الفراش لمدة أسبوع كامل اعتزلت به الجميع وأولهم هي ولكن قلبها لم يطاوعها بتركها وحيدة فقد كانت تجلب لها أدويتها بنفسها وكذلك الطعام ولأن طيبة القلب أحيانا تكون سبب شقائه فقد كانت تأخذ النصيب الأكبر من ڠضبها بكل مرة تذهب إلى غرفتها وبالرغم من ذلك لم تتركها أبدا.
_ كنت أتأكد من أن أمي أخذت دوائها وتناولت الفطور هل تريدين شيئا
جليلة بنفي
_لا أبدا
سئمت الجلوس وحدي وأردت أن نتشارك فنجانا من القهوة.
خيم الحرج على ملامحها وجاءت كلماتها تحمل طابع الاعتذار
_أعتذر منك كثيرا فأنا كنت أنوي الذهاب لرؤية هدى فقد مضت على عودتها من بيت والدها أسبوعا ولم أستطع رؤيتها وأنت تعرفين ما حدث لها.
قاطعتها جليلة بتأثر
_أعلم وأشفق على تلك الفتاة كثيرا فما حدث ليس بالهين على أي امرأة.
أطلقت العنان لمشاعرها حين قالت بحزن
_ أتعلمين ما المحزن في الأمر أنها مجبرة على التعايش معه وتقبله.
جليلة بمرارة
صمتت لثوان قبل أن تقول بترقب
_ أخبريني يا نور لو كنت بمكان هدى هل ستتقبلين الأمر وتنصاعين لتلك القيود أم ستنفصلين عن فراس
كان سؤالا عابرا في الظاهر ولكن بينها وبين نفسها شعرت بأنه سهم مشتعل أصاب شيئا ما بداخلها فتألم سائر الجسد فأغمضت عينيها لثوان قبل أن تخرج الكلمات من أعماقها تحمل طابع التمني
_لن أستطيع تقبل ذلك الأمر أبدا.
قطعت باقي جملتها وخبئته بصعوبة في جوفها فلم تكمل ما أرادت قوله بأنها تتمنى أن تنفصل عنه لأنه خائڼ قاټل وقد وبخها عقلها ونعتها بالجبانة لكونها لا تستطيع حتى التفوة بكلمات واهية لا تملك الجرأة على تنفيذها.
_لم أشعر بأن لحديثك بقية!
هكذا استفهمت جليلة وهي تناظرها بأعين التمع