الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 49 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز


إليها لتردف الأخيرة قائلة 
طلبينك في الطوارئ في عربية والمصابين كتير 
ركض الي حيث الطوارئ ليتابع عمله باهتمام بعدما قرر أن يعتذر منها وقتا لاحقا 
أما عنها دلفت لغرفة والدتها بأنفاس لاهثة
وأغلقت الباب خلفها وظلت متسمرة خلفه تخشى أن يلحق بها الطبيب أو غيره فهي لم تعد لديها ثقة مطلقة بأحد كما أن سليم لن يتركها تنعم بلحظات أمان وسط عائلتها سيعمل طوال الوقت على تشتيتها وقد نجح في ذلك فهي رغم كونها بحصنها الأمن ولكن تشعر بالقلق والضياع كأنها تائهة مغيبة تريد أن تصرخ بأعلى طبقات صوتها ترفض ذلك الواقع المرير التي تعيشه 

ظل سليم ساهرا بغرفة مكتبة يرسم خطته بأحكام وفجأة انتشله من تخطيطه الشيطاني صوت طرقات اعلى باب مكتبه 
ثم دلف أسر وهو يقول
فاضي يا سليم نتكلم شويا
ولو مش فاضي أفضالك يا حبيبي تعالى اقعد 
جلس أسر بالمقعد المقابل لشقيقه ثم زفر أنفاسه بهدوء وهتف بتسأل
ماما قالت ايه عن ميلانا ويا ترى متقبلة جو ازي ولا ايه 
ما تقلقش ماما بس متفاجئ بس قولي ناوي تعمل أية مع نور 
كلمتها ولا توصلت معاها 
ناوي نقعد مع بعض ونتفق على

الطلاق وتاخد كل حقوقها هي لسه ما تعرفش بوصولي بكرة هروح اعزيها ونخلص كل حاجه بهدوء 
ثم أردف قائلا وهو يهم من مقعده 
أنا خارج مع ميلو عشان افرجها على البلد 
هتف بدهشة 
دلوقتي بس الوقت متاخر 
أبتسم له وودعه قائلا 
احسن وقت نخرج فيه بعد منتصف الليل ههه ما تقلقش علينا سلام 
أغلق باب المكتب خلفه زفر سليم بضيق والتقط الهاتف يجرا اتصالا سريعا
وعندما أجابه الطرف الآخر قال سليم بصرامة
موسى جهز عربيتك والحراسة دلوقتي أسر بيه خارج هو ومراته عاوز عينك ماتشلش من عليه تفضل زي ضلي واوعى يح س بيك مفهوم 
ثم اغلق الهاتف وعاد بظهره للخلف يغوص داخل مقعده الوثير وينظر أمامه بعيون حادة ونظرات صارمة خالية من الرحمة 
ارتدت ميلانا ثوب أنيق يتناسب مع رشاقتها باللون الاخضر وتركت شعرها البني ينسدل بتمويج على ظهرها 
عندما رآها أسر فرغ فاه ينظر لها بإعجاب ثم أقترب منها يبدي إعجابه بمظهرها الأخذ 
التقط كفها بين راحته ثم رفعه وطبع وعيناه تجوب على ملامحها 
أنا مش قد الجمال ده 
توردت وجنتيها خجلا وهمست بصوت رقيق
ليش هيك عم تطلع فيني
اسبل عيناه ثم
وجهها بين كفيه ودنا منها عميقة يبث بها شوقة وحبه لها 
بعد لحظات ابتعد عنها وهمس بحب
بتطلع فيكي عشان بحبك ومش قادر أشيل عيني من عليكي بجد أنتي ډخلتي حياتي نورتيها يا ميلو 
أبتسم بخفه ثم أردف قائلا 
يلا نخرج زي ما وعدتك بدل مااضعف وارجع في قراري 
رفعت أناملها وقالت وهي تتعمق النظر داخل مقلتيه
يا الله عيونك متل البحر بغرق فيهن
ضحك أسر مجلجلا بحنان ثم همس بجانب أذنها بعشق
أول مرة حد يتغزل بعيوني هههه
بذراعه وغادروا الغرفة سويا ثم هبط الدرج وغادر الفيلا بأكملها فتح لها باب السيارة لتستقل بالمقعد المجاور له وعاد هو يستقل بمكانه أمام عجلة القيادة لينطلق بها في شوارع القاهرة 
الفصل العشرون
ظلت حياة مستيقظة ترفض النوم من أجل تلك الكوابيس اللعېنة التي تقلق مضجعها يوميا 
أشرقت شمس الصباح تحمل في طياتها الكثير من أحداث اليوم 
بالمشفى أستيقظ فاروق ووجد ابنته جانبه تتشبث بي ده تطلع لها بوج هه الباسم ورفع ذراعه يحاوطها به ويقربها من قلبه ثم طبع ق بلة حانية أعلى راسها وطمئنها بأنه بخير ولا داعي لقلقها 
بادلتة الإبتسامة الهادئة ودفنت راسها داخل ص دره لا تريد إلا احض أن والدها الدافئة
طرق الطبيب باب الغرفة أبتعدت حياة عن أحض ان والدها وهتفت قائلة بصوتها الرقيق تأذن للطارق بالدخول
أتفضل 
ولج الطبيب ادم واغلق الباب خلفه ثم همس مبتسما
صباح الخير يا أستاذنا عامل أية دلوقتي
قالها وهو يقترب بخطواته اتجاه الفراش وعيناه تجوب بين حياة ووالدها الممدد على الفراش
أبتسم له فاروق بود وقال بصوت متقطع 
بخير الحمد لله الفضل لربنا وليك يا دكتور أدم
ده واجبي يا أستاذنا
تطلع فاروق لحياة قائلا 
تعرفي يا حياة دكتور أدم من طلابي في المدرسة وهو اللي انقذ حياتي وليه الفضل بعد ربنا أن لسه عايش ووسطيكم
نظرت للطبيب بامتنان وقالت باقتضاب
شكرا يا دكتور على اللي عملته مع بابا 
دة واجبي يا آنسة حياة وشرف ليه أن قابلت استاذي الفاضل بعد كل السنين اللي فاتت الاستاذ فاروق كان اب لينا وكان دايما المنصح كان نفسي التقي بيه في مناسبة افضل من كدة 
الحمدلله يا بني وانا مبسوط بيك وباجتهادك 
حمحم ادم وهو ينظر لحياة بعدما فحص والدها
الحمد لله بقينا عال وتقدر حضرتك تروح وتكمل العلاج في البيت وانا من وقت لتاني هعدي اطمن على حضرتك ومتتظرك في مواعيد الجلسات
أوما له فاروق بالايجاب وقررت حياة ترك الغرفة وهتفت قائلة وهي تهم بخطواتها 
هنزل اشوف حسابات المستشفي
وغادرت دون أن تنتظر رد والدها أبتسم له ادم وودعه سريعا بحجة متابعة المرضى ولكنه يريد أن يلحق بحياة ويعتذر منها بسبب أمس وهو لا يعلم ماذا فعل لكي تتهرب منه بهذا الشكل 
وعندما غادر الغرفة
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 147 صفحات