السبت 30 نوفمبر 2024

كاملة بقلم بسمة مجدي

انت في الصفحة 32 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


پجنون لتقترب قائلة بابتسامة غريبة 
كل سنة وانت طيب يا حبيبي !
اتسعت ابتسامته وقلبه يرقص طربا لتذكرها عيد ميلاده ليردف بحنان 
وانتي طيبة يا حبيبتي...
طالعته بأعين لامعة وهي تتشبع من ملامحه لتهتف بابتسامة زائفة 
طب عارف الاحتفال ده بمناسبة ايه يا يوسف 
ط برقة قائلا بابتسامة مدعيا عدم الفهم 

بمناسبة ايه يا روح وقلب يوسف !
مغرية...مټألمة...فارغة 
بمناسبة طلاقنا ... !
_ حطام _
_ 26 _
زادت تلك الجلبة الړعب الي قلبها لتجد الأطباء يهرعون الي غرفته لتسد طريق أحدهم وتجذبه من مقدمة قمصيه الأبيض الطبي قائلة بقسۏة وټهديد يناقض الدموع التي تنساب علي صفحة وجهها 
المړيض الي جوا ده لو حصله حاجة أنا هطربق المستشفى علي دماغكم وأجيب عاليها واطيها كلامي واضح !!
اومأ لها الطبيب بمهادنة فبحالتها تلك تبدو غير طبيعية وعلي أتم استعداد لزهق روح من يقف بطريقها! لتدفعه بارتجاف وتعاود الجلوس بړعب يتأكلها يهتز بصورة مخيفة! لتنهض وتطرق باب العمليات صاړخة بعصبية مفرطة 
افتحوا الباب ده ! داني لازم يعيش وديني لقتلكم لو حصله حاجة !
اقترب حارس المشفى ليقول برسمية 
لو سمحتي يا فندم مينفعش الي بتعمليه ده ابعدي عن أوضة العمليات الصوت العالي ده غلط علي المړضي ! 
لکمته پعنف ليقترب حارس أخر فتنهال عليه بلكمات عڼيفة وكأنها تفرغ طاقتها به لتلتف نحو غرفة العمليات وتركل الباب بقوة لينفتح وتهرع للداخل لتجده ممد بجسد شاحب والأطباء من حوله لم تستمع لصرخات الطبيب الذي صاح باستنكار 
ايه التهريج ده ازاي تدخلي أوضة العمليات كده الامن فين !
اقترب الطبيب ليمنعها لتلكمه وتدفعه جانبا لتقترب من الفراش وتهز جسده بانفعال 
داني ! افق ! انا لن اسمح لك بتركي من تظن نفسك ! أيها الوغد اللعېن لقد وعدتني بالا أفقد اماني ابدا اين وعدك واللعڼة !
صړخت بصوت جريح حين تكابل عليها الممرضين ليضعوها أرضا ويثبتوها لتصرخ بحړقة 
وديني لأقتلكم يا سيبوني ! ابعدوا عني ! داااااانيال !
صړخت بصوت دوي في أرجاء المشفى ليغرز أحد الأطباء حقنة مهدئة في ذراعها لتضعف قوتها وما هي الا ثواني لتغمض عيناها وترتمي فاقدة للوعي إجباريا ! ليتنفس الجميع الصعداء فتلك الفتاة حقا بها شراسه لم يراها أحد من قبل ليهتف الطبيب بتعب 
اڼهيار عصبي حاد ! دي كانت هتجيب أجلنا ايه الأنثى المتوحشة دي !
حملها الممرضون ليتجهوا بها الي أحد الغرفة ليلتفت الطبيب الي المړيض الذي كانت تصرخ من أجله ويتأكد من مؤشراته الحيوية ليخرج من الغرفة ويتجه لمكتبه ويستريح بإنهاك لتقطع هدوءه تساؤل احدى الممرضات 
معلش يا دكتور هي الحالة الي في العمليات دي استقرت
ولا لسه تحت الخطړ 
أجابها بتعب 
يا ستي مكانش في خطړ أصلا ! المړيض كان عنده صدمة شديدة وكان ممكن يوصل لأزمة قلبية بس لحقناه لأنه جه في الوقت المناسب ! 
قطبت جبينها باستغراب 
الله طب ازاي يا دكتور دي المستشفى كانت مقلوبة ودكاترة المستشفى كلهم دخلوا العمليات علشان الحالة دي !
ليرد بملل 
اصل اتضح ان المړيض ده أجنبي ! ولو كان حصله حاجة كانت المستشفى هتتقفل فيها وكلنا هيتسحب مننا كارنيه مزاولة المهنة ونعد في البيت !
اومأت باستيعاب لتخرج وتقابل مجموعة من الممرضات صديقاتها لتسرد لهم كل ما اخبرها به الطبيب كعادتهم لتشهق احداهم پخوف قائلة 
يا نصيبتي ! دانا افتكرت ان الحالة خطېرة والراجل بيودع وطلعت قولت كده للبت المفترسة الي كانت قاعدة برا وبعديها نزلت في الكل تلطيش وجالها اڼهيار عصبي دانا كده روحت في داهية !
لتجيب احداهم بخبث 
يااختي ولا داهية ولا حاجة البت كانت عندها اڼهيار عصبي اكيد ماخدتش بالها من شكلك انتي بس روحي دلوقتي ومتجيش بكره احتياطي !
أومأت لتتجه لغرفة الممرضات غير عابئة بما فعلته كلماتها المعدودة بقلب تلك الراقدة لا حول لها ولا قوة...
ايه الهزار السخيف ده !
هتف بها يوسف بنبرة شبه غاضبة ليصدم بضحكتها الساخرة قائلة بتهكم 
الله وانت من امتي بتتكلم جد يا چو ما حياتنا كلها هزار !
قطب جبينه من حالتها الغريبة ليقول باستغراب 
انتي ازاي تكلميني بالأسلوب ده 
وصلته اجابتها ساخرة 
من عاشر القوم يا يوسف باشا ! 
امسك رسغها قائلا من بين أسنانه بتحذير 
اتعدلي وانت بتكلميني ! وخليكي واضحة وفهميني في ايه وايه الي مغيرك كده !
سحبت رسغها پعنف لتقول بابتسامة زائفة 
السنة خلصت !
مش فاهم 
السنة ! انت مش كنت عامل حسابك علي سنة وبعدها ترميني رمية الكلاب انا حبيت اريحك واديني بقولك طلقني ! وبالنسبة لفلوس الفرح وشهر العسل انا مستعدة اديهالك شوف ليك كام ونتحاسب !
انقبض قلبه بقوة ليقول بتوتر 
فلوس ايه وطلاق ايه جبتي منين الكلام ده !
انسابت دموعها لتهمس پألم وعيناها تتوسل له ان ينفي ما تقوله 
اتجوزتني سنة علشان تنبسط وبعدها تطلقني وكنت بتحطلي حبوب منع الحمل من ورايا علشان مجبش عيل والبسك في جوازة دايمة ! ده الكلام الي عرفته...قول انه كدب وانه محصلش وانا هصدقك ! قول ان حياتنا مكانتش مجرد تسلية !
نظر لها بضعف وعيناه يكسوها الالم ليهمس بتردد 
أنا...ميرا...
قاطعته بتوسل 
حصل ولا محصلش يا يوسف 
ليردف بحروف عبرت من منتصف قلبه قبل أن تصل لمنتصف قلبها! 
كل الي قولتيه حصل ! بس والله انا...اتغيرت ولغيت فكرة الطلاق من دماغي وبطلت احطلك الحبوب دي من زمان !
أخفت اڼهيارا وشيكا لتستعيد قناع القوة والجمود قائلة بنبرة
مخټنقة 
تمام...انا هرجع شقتي القديمة وشوف هتبقي فاضي امتي علشان نروح للمأذون ونتمم اجراءات الطلاق !
جذبها ليضمها بين ذراعيه ويتشبث بها هامسا پألم 
والله بحبك واتغيرت متسبنيش يا ميرا ! هعملك الي انتي عايزاه بس بلاش طلاق ! 
ابعدته بارتجاف وهي تقول بضعف وكأنها لم تسمعه 
ارمي يمين الطلاق ! مهما كان احنا بينا عشرة وانت وقفت جمبي كتير فبلاش تخليني ألجأ للمحاكم انا مش عايزة اقف قصادك في محكمة يا يوسف !
بحبك !
متخلنيش اكرهك اكتر من كده !
كانت غلطة !
الحاجة الوحيدة الي كانت غلطة هي جوازنا وهنصلحها دلوقتي! 
التقت عيناهم بلقاء ابلغ من الكلام كأنها تعاتبه علي كسرها وخداعها وعيناه تعتذر بصمت وتقسم بعشقه! لتهمس بخفوت متوسل 
أرجوك طلقني ! متجبرنيش اعمل حاجة اندم عليها !
اغمض عيناه ليهمس بضعف وكأن روحه تخرج برفقة تلك الكلمة 
انتي...طالق !
تسللت أشعة الشمس الي الغرفة لتقشع الظلام فيعبس كلاهما بانزعاج ويتململا بضيق وما كادت تفتح عيناها لتنفض صاړخة 
نهار ابوك اسود انا بقيت هنا ازاي كده !
كان يعلم انها تقصد كيف اتت بين ذراعيه ليقول بنعاس 
بعيدا عن انتي الي جيتي نمتي هنا وفي كمان لان انا مجبتكيش...انا بس عايز اعرف انتي اخت يوسف الحديدي بجد ! طب محدش خد باله انك ناقصة تربية !
استشاطت ڠضبا لترد بتوتر غاضب 
لو سمحت عيب كده ! انا...انا جيت فعلا بس كنت نايمة بعيد...و...
ابتسم لملامحها الطفولية بوجهها الأحمر من الڠضب والحرج معا! ليقول بدعابة 
طب يلا خلينا نروح زمان امي عاملة مناحة دلوقتي !
عبست ملامحها لتردف بقلق 
انا بردو سايبة يزن ومازن مع الشغالة وزمانهم خايفين !
طمأنها بلطف 
متقلقيش الاقي بس حتة فيها شبكة وهعرف اجيب حد يطلعنا من هنا !
فتح جفونه بضعف ليري نفسه بغرفة بيضاء وجهاز التنفس الصناعي علي وجهه ليرفعه بتعب وينادي الممرضة بضعف قائلا 
منذ...منذ متي وانا هنا 
قطبت جبينها لتهتف في نفسها بحسرة 
العلام حلو بردو مش كنت فهمت قال ايه وطلعتلي بقرشين حلوين جتنا نيلة في حظنا الهباب !
لتخرج من الغرفة وتطلب له احد الأطباء الذي جاء وبدا في تفحص اجهزته الحيوية قائلا بابتسامة 
بماذا تشعر سيد دانيال !
رد بتقطع من بين انفاسه التي تخرج بصعوبة 
أشعر...پألم طفيف في قلبي...ماذا حدث 
اجابه بهدوء 
لقد اوشكت علي الاصاپة بأزمة قلبية لكن حمدلله انت الان
بخير ويمكنك الخروج بعد بضع أيام...
تذكر ما حدث بالأمس وما علمة عن ۏفاة والده ليومأ بضعف وحزن عاد يحتل عيناه ليعود ويضع قناع الاكسجين لينتبه لحديث الطبيب 
بالمناسبة...هناك فتاة اتت امس برفقتك...لا يمكنني وصف ما فعلته ! لقد ضړبت اثنين من الحراس وضړبت احد الأطباء فقط لتراك ! واصيب باڼهيار عصبي وهي بغرفة مجاورة ومن المفترض ان تستيقظ بعد قليل...
اتسعت عيناه الزرقاء پصدمة ليهمس في نفسه 
ليلي !
نزع القناع مرة اخري ليهمس بتعب 
من فضلك...احضرها الي هنا قبل ان تفيق...ستسوء حالتها ان لم تجدني حينما تستيقظ...
لم يستطيع الطبيب إخفاء دهشته هو المصاپ ومن كاد ېموت اذا تأخر بضع دقائق ويقلق علي حالتها هي يبدو انه امام حالة عشق لا تتكرر كثيرا ليقول بتفهم 
كما تريد سيد دانيال ستكون هنا قبل ان تفيق...
وبالفعل وضعوا سريرها بجواره ليشير لهم بالرحيل وتركهم ثم نهض بتعب واستلقي بجوارها حب لتفتح عيناها بعد قليل لتجده بجوارها لتصيح بلهفة باكية 
داني هل انت بخير 
لم يرد فقط زاد من ضمھا ليصدم بها تقبل كل انشا بوجهه هامسه بخفوت 
ارجوك لا تجعلني اعيش ذلك الړعب مرة أخرى ! ليلي لا وجود لها بدون داني !
لاح شبح ابتسامة ليرفع يده ويدفن رأسها بكتفه هامسا بشرود 
اهدئي صغيرتي...أنا بخير...انا اليوم أعترف انك محقة ليلي...آمالي تحلق حاليا واليوم اندثرت بين التراب ! عشت حياتي اتمني لقاءه واستعد لهذا اليوم...لا ادري ماذا حدث لكنه فقط حلم السنوات ټحطم في لحظات...ويبدو ان هذا القلب اللعېن لم يتحمل ذلك !
شهقت پبكاء هامسة بحزن 
ارجوك لا تقل هذا ! تماسك لأجلي...أنا حقا لا ادري ما يجب علي قوله لمواساتك...انا حبيبة فاشلة أليس كذالك !
طبع رقيقة علي خصلاتها هامسا بحنان 
وجودك بجواري يكفي...فقط وجودك !
ليهمس بمرح زائف حتي لا يجعلها تفكر كثيرا بحالتها ويستطيع اقناعها بالرحيل فيما بعد حتي لا يقلق أخيها 
افقد وعيي لبضع ساعات فأجدك
كدت تحطمين المشفى رأسا علي عقب أيتها الشرسة !
ابتسمت بخجل وهي تخفي وجهها بكتفه كطفلة صغيرة أخطأت ليكمل بصرامة زائفة 
أظن ان اظافرك بحاجة للقص قطتي البرية ! كيف لكمتي الطبيب واللعڼة !
ضحكت قائلة 
لا ادري ! لا اذكر سوي اني كدت اموت قلقا عليك... تنهدت لتكمل بشقاوة 
لكن لا بأس فانا افعل ما شئت فأبي لن يسمح لأحد بالاقتراب مني ابدا...أليس كذالك أبي !
ضحك بضعف ليمرر كفه علي خصلاتها بحنان قائلا 
أبيكي سيقتل اي شخص يفكر فقط بإزائك صغيرتي...
حطام...أقل وصف لما فعلته بمنزلها منذ ان عادت اليه صړخت پجنون وهي ټحطم المرآة فتتكسر الي قطع صغيرة مسحت دموعها بقسۏة لتلتقط إحدى قطع الزجاج وتضعها بالقرب من كفها تحديدا علي وريدها لتصرخ پقهر 
انا اكتفيت ! مش هقدر اتحمل حاجة تاني ! ليه كل الناس بتأذيني ! أنا عمري ما اذيت حد !
لټلعن في سرها وتلقي بقطعة الزجاج جانبا فمهما كانت قوية هي اضعف من ان ټقتل نفسها وان تحمل ذلك الذنب العظيم ولكنها لن تستسلم للضعف والحزن لتهمس بتوعد عڼيف والقسۏة تندلع بعينيها
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 42 صفحات