ضي القمر
علي أننا نعمل شفرة عددية ونربطها بتماثيل بنغير في وضعهم كل يوم او ننقص منهم احيانا
يعني قدامنا ٦ تماثيل لكل تمثال مكان مخصص بالقالب بتاعه كل واحد في خانته
لو افترضنا أن وجود التمثال بخانته يدينا رقم واحد
وعدم وجود التمثال يدينا صفر
اذا اول تمثال موجود يبقى ١
واللي بعده موجود يبقى واحد تاني
والرابع خالي يبقى صفر
والخامس
موجود يبقى ١
والسادس خالي يبقى صفر
فيطلع رقم السري النهاردة 010011
وده كدة رقم السري بتاع النهاردة
وبالتالي كل يوم بنغير الرقم السري للخزنة
ولا يمكن عم عزت يعرف الرقم السري بالطريقة دي لوحده ابدا
وعلشان كده والدي كان بيسيب باب المكتب مفتوح عادي جدا
بس اسمحلي لو مش عم عزت اللي سرقك تشك في مين
وليه مش ممكن يكون في حد وراء عم عزت وهو اللي فهمه فكرتكم !
الټفت ممدوح لمالك وكأنه تذكر أمر ما ليقول بنت عم عزت في كلية هندسة وكنت واعده لما تخلص هشغلها معانا
لينطق مالك موضحا بس بنته عمرها ما جت الشركة يبقى هتعرف منين علشان تفهم والدها
استقام الضابط وكأنه اتخذ قراره ممكن يكون في طرف ثالث معاهم
هستاذنكم هنضطر نستلم عم عزت من عندكم وهنستدعي بنته لأخذ أقوالها
حاول مالك جاهدا إبعاد الشبه عنها حيث أن مبرر الضابط بعيد من وجهة نظره
ثم مش معقول نبلغها پوفاة والدها وفي نفس الوقت باتهامه في سړقة ومش بس كدة ده كمان انها من ضمن دايرة الشك
لينظر الضابط رافعا اكتافة بلا مبالاه وهو يبرر فعلته شغلنا يا مالك بيه
لو عايز ترجع حقك يبقى تجنب المشاعر ده كلها على جنب
هل لانه يشعر أنها مظلومة وهو يبغض احساس الظلم
أم لانه يشعر أنها بظروف لا تسمح لأتهامها
أو إعلان إتهام والدها يكفي ۏفاة سندها الاول والاخير
رفع الضابط الهاتف ليخبر أحدا بالقسم بأن يعد اذن استدعاء لابنة المټوفي عزت ليلتفت تجاه مالك سائلا هي بنت عم عزت اسمها ايه
عزت عبد الرحمن واذن تاني لاستلام الچثة بس بسرعة
اغلق الهاتف وأكمل ما يفعله مع فريقه بينما مالك أمسك بملف ما وتفقده ثم اغلقه ووضعه مكانه واخذ هاتفه ومفاتيحه منطلقا الي وجهته وقد قرر مساعدتها ولو مجرد محاولة أخبارها بالأمر بشكل مرتب وهادئ قبل أعلامها من قبل الشرطة
في منزل بسيط بحارة شعبية ضيقة كانت تجلس ذات الجدائل الصفراء يتأكلها القلق
لا تعرف كيف تتصرف تحاول الاتصال بوالدها مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى
فدائما ما يعطيها الهاتف هذه الرسالة المثبتة هذا الهاتف ربما يكون مغلقا أو غير متاح الان
لتغلق الهاتف وتظل تزرع ارض شقتها الضيقة ذهابا وإيابا تحدث روحها ايه يا بابا التاخير ده كله
اخر مكالمة قولتلي أنك جاي بعد نص ساعة
كل ده نص ساعة يا بابا !
يارب يا رب أنا مليش غيره مضرنيش فيه يا رب
فزعت عندما سمعت لصوت دق علي باب المنزل لتهرول معتقده أنه والدها لتجد جارها العم رجب لتحاول الترحيب والقلق بادي على وجهها اهلا يا عم رجب ازي حضرتك
ينظر العم رجب لها تارة وللاسفل تارة ثم نطق بحزن وتوتر اهلا بيكي يا دهب ممكن ندخل
لاحظت دهب وجود شخص آخر خلف عم رجب لتجيبه قائلة أنا آسفة يا عم رجب بس والدي مش موجود انت عارف البيت ضي القمر بقلم لولي سامي
لم تكمل ليتحدث رجب موضحا ماحنا جايين بخصوص عدم وجود عم عزت
اضطرب قلبها وشعرت أن هناك خطب ما لتسأله بلهفة هو حضرتك تعرف بابا فين
اومأ العم رجب وقال موضحا اه اعرف والدك عند البشمهندس اللي ورايا ممكن ندخل علشان نتكلم جوا !
افسحت لهم المجال ليدلف العم رجب بينما مالك جاء ليتقدم بالدخول فرفع رأسه لينظر لابنة العم عزت حتى يلقي السلام عليها فتسمر مكانه وثبتت أقدامه واتسعت حدقتيه وهو يتمتم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عقدت دهب حاجبيها وهي تراه يحدق فيها لتسأله بخجل في حاجة يا بشمهندس
فاق مالك من تيهته فقد فقد الوعي عند
رؤيتها
فتاة جميلة ذات جدائل ذهبية تنساب على كتفها وعيون عسلية تضاهي ذهبية جدائلها وشفاه ووجنتان يتنافسان على الحمرة فكانت جميلة حقا
رمش مالك عدة مرت ثم دلف دون أن ينطق لكلمة ليبدأ العم رجب بالتعريف بينهم دي دهب بنت عم عزت يا بشمهندس مالك
وده مالك ابن صاحب الشركة اللي والدك كان بيشتغل فيها
معروف عن دهب أنها شديدة ااملاحظة لتعلق على اخر جملته كان !
هو والدي ساب الشركة
ليعلق مالك ولا يعرف لما نطق هكذا والدك ساب الدنيا كلها
شهقت دهب بأعلى صوتها ليعلم مالك كم الخطأ الذي اقترفه ليحاول تهدأتها اهدي يا آنسة
اهدي وانا هوضخلك كل شئ
ظلت تسأل هو والدي حصله ايه
ارجوك قول أنا مليش غيره
ارجوك طمني علي والدي
نظر رجب لمالك وهو يزم علي شفتيه وكأنه يعاتبه علي تسرعه ليستقيم العم رجب ويقف بجوار دهب ويربت على كتفها قائلا النهائية البقاء لله يا بنتي
فور استماعها لمقولة العم رجب ونظرت تجاهه ثم تجاه مالك الذي شعر وكان قلبه يقتلع من مكانه فور رؤية هذه النظرة
احتقنت حدقتيها بحمرة الحزن وهي تتساءل طب ازاي
يعني أنا هعيش إزاي
ده لسة كان بيكلمني وقالي نص ساعة وجاي
أنا موافقة يتأخر بس يرجعلي
لازم يرجعلي لازم يرجعلي لازم يرجعلي ضي القمر بقلم لولي سامي
حاول العم رجب افاقتها من حالة الصدمة التي انتابتها ليمسكها من ذراعها ويحاول رجها قليلا وهو ينادي عليها لعله تسمعه دهب وحدي الله يا دهب إنتي مش لوحدك يا بنتي اهدي يا دهب
وبين كل جملة من جملته كانت تردد جملتها وكأنها تحاول إقناعه لازم يرجعلي يا عم رجب
صدقني مش هعرف اعيش
لازم يرجعلي قوله
قوله دهب مستنياك
قوله هو بيحبني وهيرجع
فوقي بقى اللي بېموت مش بيرجع
وهنا توقفت دهب عن كل شئ بل توقف العالم اجمع فور صدوح مالك بهذه الجملة لتنظر إليه وتبدأ بالبكاء ليحتضنها العم رجب ويربت علي ظهرها
بينما مالك يعتذر
قائلا أنا آسف يا آنسة
بس لازم حضرتك تفوقي لأن في مصېبة تانية غير ۏفاة العم عزت
وللاسف متعلقة بسمعته
فلو يهمك سمعة والدك بجد لازم تفوقي وبسرعة علشان حرفيا مفيش وقت
بدأت انفاس دهب تهدأ قليلا ليجلسوا جميعا ويبدأ مالك بسرد الموضوع برمته لتصرخ دهب بنهاية الأمر بابا