رواية بقلم فاطمه الالفي
بتقطع كل حبال الود إللي بينا
نهض فاروق عن مقعده وقال وهو يتطلع لشقيقه بحزن
يبقى مافيش داعي اقولك أنا جاي ليه أشوف وشك بخير يا حج
غادر المعرض بحزن عميق يسكن قلبه بسبب حديث شقيقه الجاف معه
استقل سيارة أجرة تقله إلى منزله وأثناء شروده انسابت دمعة حاړقة من
عينيه حزنا على ما توصلت إليه الأمور بينه وبين شقيقه الأكبر الذي قطع
داخل منزل مهجورا بعيدا عن الاحياء السكنية بمكان خالي دلفت بثينة سيرا على
أقدامها إلى أن وقفت أمام الباب المتهالك استردت أنفاسها ثم وجدت
سيدة في العقد الخامس من عمرها تهلل مرحبة بها
أهلا وسهلا يا ست بثينة الشيخ مسعود في انتظارك
دلفت تتطلع حولها بريبة فهي تتوجس خيفة من ذلك المكان ابتلعت ريقها
يجلس بها الشيخ التي أتت بثينة من أجله كما يدعون ولكن هو ليس بشيخ
إنما هو دجال ينهب أموال السيدات ويوهمهما بأنه سيغير اقدارهم منهم
التي تريد الزواج واخرون يردون الإنجاب ويظنون أن ذلك الرجل سيهبهم
ما يتمنون وانما الرزاق والوهاب هو الله ولكن هم غافلون
تعالي يا ام طارق اقعدي هنا
انصاعت بثينة لأوامره وجلست بجواره ثم اخرجت من حقيبتها بعض
النقود المتفق عليها من قبل السيدة التي استقبلتها
اتفضل يا شيخنا المبلغ اللي اتفقنا عليه
سحب منها النقود ونظر لها بتمعن ثم قال
جبتي اترها اللي عليها القصد والنية
ايوه أنا جبتلك خصلة من شعرها اهي
التقطها منها وهتف بصوته الغليظ
أطمني يا ام طارق كلها سبع ليالي بس وحياة بنت دلال هتلاقيها قدام
باب بيتك وراكعة قدام ابنك مذلولة وبتطلب منه أن يتجوزها
ابتسمت بتشفي وقالت
المبلغ ده وكل اللي تطلبه ده يوم المنى لم اكسر دلال وبنتها
أخرج ورقة بيضاء ثم التقط ريشة طاووس وغمسها داخل الكبريت الأحمر
الخاص بالسحر ونقش بعض الرموز والطلاسم ثم طواها على هيئة مثلث صغير واعطاها إياه
الحجاب ده تحطيه
في بلكونة إبنك تخلي الهواء يوصله وكل لم الهوا
يهفف عليه حياة حياتها هتكون ڼار من غيره ولم تنولي المراد تشيلي
حاضر يا شيخ هعمل كل اللي قولت عليه
اشاح بيده لكي تغادر
يلا قومي روحي واوعي حد يشيل الحجاب ده مفهوم
أومت برأسها وهي تغادر الغرفة
مفهوم طبعا
استوقفتها السيدة قبل أن تغادر المنزل
حلاوتي فين يا ام طارق
ربتت علة كتفها واعطتها ورقة مالية فئه المائتين ثم اردفت قائلة
لو تم المراد يا ام نجوى ليكي عندي جوز أساور دهب
تهللت اساوره الأخيرة وقالت
هيحصل ده سره باتع الشيخ مسعود وابقي قولي أم نجوى قالت
غادرت بثينة المنزل وهي تتمتم بنفاذ صبر
كله لأجل سعادة ابني واللي هيجي عليه مش هيكسب
تهللت اساورها من السعادة عندما هاتفتها مها تخبرها بضرورة الحضور غدا لمقر الشركة فرب العمل يريدهم غدا وهو سوف يتولى أمر تدريبهم
زفت الخبر إلى والدتها التي فرحة لسعادة ابنتها ولكن عندما عاد والدهم عابث الوجه أقتربت منه حياة بقلق وهتفت قائلة
بابا مالك حضرتك تعبان
هز رأسه نافيا وجلس يرتاح أعلى المقعد
الموجود خلف باب المنزل فلم تعد قدامه تحمله بسبب الحزن الساكن باعماقه فقد كان لحديث شقيقه ألم لا يوصف سكن قلبه واعتصره حزنا
شعرت دلال به فهبطت لمستواه وربتت على اقدامه برفق ثم قالت
قابلة الحج شريف وده اللي مزعلك
كادت أن تسقطت دمعته وهو يؤمي بالايجاب
بابا أنا أسفه ممكن ماتزعلش نفسك أنا هروح لعمي واقوله
نهض واقفا كأنه أصابه ماس كهربائي ونظر لابنته قائلا
هتفت دلال قائلة
وعمتي كلمتني امبارح تطمن عليه وبلغتني أن إبن بنتها مسافر في شغل
بره القاهرة يعني محلولة حياة هتقعد معاها لحد لم ندبر أمورنا كلها
اسبوعين بس واخواتها يخلصوا امتحانات وننقل حياتنا كلها هناك خلاص
مابقاش لينا حد هنا
هتف فاروق بهدوء
لينا رب إسمه الكريم ومش هيضيع تعبنا ولا تعب بناتنا
ثم نظر إلى زوجته وابنته وقال
هنصلي العصر ونتحرك على القاهرة هنوصلك يا حبيبتي عند عمتك
ونطمن عليكي ونرجع عشان اخواتك وكلها كام يوم هرتب أموري وأخواتك
تخلص امتحاناتهم ونكون عندك بأمر الله
أستقلو سيارة بيچو تقلهم إلى القاهرة وبعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة
كانت الساعة السادسة مساء عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم رحبت بهم وطلبت منهم الدخول
اقتربت سناء بخطوات بطيئة ترحب بابنه أخيها
يا الف مرحب نورتونا يا دلال
وبعد
لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة
شهقت سناء بحزن
معقول يا ابو حياة مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه لا أنا كده هزعل
ابتسم لها بود وقال
مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش