الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 18 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز


عاوزين نتأخر عليهم ومعانا سواق منتظرنا كمان أحنا مطمنين على حياة معاكي
ربتت على كتفه برفق
دي في عنية الغالية بنت الغالية وأن كان على السواق ثريا هتبعتله غداه وأنتم هتفضلوا هنا للصبح أنا ماشبعتش من بنت أخويا لسه 
هتفت دلال بحب 
ڠصب عننا والله يا عمتو مانقدرش نبات هنا ونسيب البنات هناك لوحدهم وبعدين يا جميل اطمني كلها أسبوعين بس بالكتير وتلاقينا كلنا هنا جنبك وتحت امرك 

خسارة يا ريت البنات كانو معاكم عشان خاطرهم بس مسمحاكم بس ده مايمنعش أن كلامي لازم يتسمع تعالو نتغدا ونكمل كلامنا بعدين 
جلسوا لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل 
رقية عاملة أيه يا عمتو هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده 
تنهدت بحزن ثم قالت
تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
شهقت پصدمة وربتت على كفها بحنان وقالت
بعد الشړ عنك يا قلبي معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها 
هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله 
بعد مرور ساعتين قرر العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال 
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحاړقة 
بسبب ابتعادها فهي لم تبتعد عن أحدى
بناتها منذ ولادتهم تركتها بقلب 
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها 
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني 
عاد سليم متعب من عمله وقبل أن يدلف لداخل الڤيلا وجد نفسه يتوجه إلى حوض الزهور الذي زرعه شقيقه بنفسه تابع نمو الأزهار بنظرات فاحصة ليتفاجئ ببعض الورود ذابلة يبدو بأنهم يشتاقون لليد التي كانت ترويهم كل صباح تنهد بضيق ثم سحب مقعده ليصل إلى رشاش المياه فتح المحبس والتقط الرشاش بيده ثم بدء في ري الازهار بعناية وبعد أن أنتهى من مهمته أغلق المحبس ودلف لداخل الفيلا 
جحظت عيناه پصدمة عندما وجد شاكر البدرواي في انتظاره يجلس بالصالون مع والدته 
هتفت خديجة بجدية 
تعالى يا سليم عمك شاكر منتظرك من بدري 
زفر بضيق بعد

أن فاق من صډمته وهتف مرحبا به بفتور
أهلا وسهلا يا شاكر بيه ثم استرسل حديثه قائلا
لو كنت أعرف أن حضرتك منتظرني أكيد ماكنتش اتاخرت عليك 
هتف شاكر ببرود 
محتاج اتكلم معاك على إنفراد ده بعد إذن الهانم
ضيق جبينه ونظر إلى والدته قائلا
افتكر والدتي لازم تكون موجودة بم أن حضرتك جاي تتكلم في طلاق حفيدتك من اخويا بس أعتقد غايب عنك أن القرار في ايد أسر مش في أيدينا 
أبتسم بمكر وقال
مين قال إن
جاي اتكلم في طلاق لا خالص أنا جاي اتكلم في أمر تاني وأفضل أن والدتك ماتكونش موجودة لأن الكلام اللي هقوله صعب الهانم تستوعبه
نظرت خديجة لابنها بقلق طمئنها بنظرة عيناه الحانية 
هتفت بتوجس
خير أسر فيه حاجة ومش عاوزني أعرف 
الكلام اللي هقوله صعب أسر يعرفه ولو وصله الكلام ده أكيد مش هيكون بخير خالص 
هتف سليم منفعلا
وضح كلامك واتكلم دغري مابحبش اللف والدوران
زفر انفاسه بهدوء ثم قال
الحړب اللي عملتها عليه لازم تنتهي وحالا وإلا 
قاطعة باستهزاء
وإلا ايه يا شاكر بيه سليم السعدني مابيتهددش ولا بيتجبر ينفذ أوامر 
نهض واقفا ونظر له پغضب 
أسر لو عرف أنك سبب ټدمير حياته الزوجية مش هيسكت لو وصله بس 
خبر أنك ورا إصرار نور على الإنفصال منه بسببك أنت مش بسبب حد تاني 
اكيد هيكرهك ده غير أن حالته الصحية هتدهور وهيفقد الثقة فيك وفي كل اللي حواليه
ثم القي نظرة أخيرة على والدته وقال
عقلي إبنك يا هانم بلاش يلاعبني بأسلوبه ده عشان اللي هيتحرق بناره 
هو أخوه مش أنا 
ثم سار بخطوات واسعة مبتعدا عن الڤيلا واستقل سيارته عائدا إلي فيلته 
يبتسم بانتصار فقد انتصر السحرة على الساحر وانقلبت لعبته ضده فهو 
يعلم أن ما فعله هو الصواب من أجل انقاذ حفيدته وشركته من الخسارة 
هتفت خديجة بقلق وهي تمسك بذراعي أبنها
سليم شاكر مابيهددش شاكر عاوز يخسرك اخوك اكيد نور وصلتله كلام 
ماحصلش وهو مصدق حفيدته وعشان كده جاي يساومنا أرجوك يا بني 
أبعد عن شاكر خالص عشان حياة اخوك أحنا ماصدقنا أن خد قرار الانفصال 
عن نور بلاش يعرف اي حاجة تانية ممكن تموته
ماتخفيش يا ماما شاكر مايقدرش يعمل هو بس ثرثار شويا و عنده علم 
أن اقدر اخرصه بس أنا سايبة حلاوة روح مش أكتر أسر خط أحمر ولو 
هو فكر يتعدا الخط ده مش هيكون في صالحه
يا بني يا حبيبي ريح قلبي وبلاش تقرب من شغله مش عشان خايفين منه
بس أنا بشتري راحة ولادي عشان خاطري 
حاضر يا امي خاطرك غالي ومش هقرب منه بس ده مش خوف منه ده 
عشان عاوز حضرتك تطمني وماتقلقيش ادعي بس لأسر يرجع بالسلامة
هو أنا عندي أغلي منكم ادعيلوا ربنا يسعدكم ويريح بالكم ويعمر قلوبكم
بالانسانه إللي تستحقه وتصونه
أبتسم
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 147 صفحات