رواية بقلم فاطمه الالفي
جدته ومال على أذنها قائلا ببسمة هادئة
باركي لسليم يا سنسن ناوي يدخل دنيا
نظرت له بفرحة وقالت
الكلام ده بجد يا سليم ربنا يسعدك يارب
أبتسم لها سليم بحب ثم قال
واحنا هنا دلوقتي عشان محتاجك معايا يا تيته الموضوع مش هيتم غير بدعم حضرتك ووقوفك معايا
انا عنية ليك يا حبيبي
امال عمي فاروق فين الاول
خرج هو وحياة من يجي اكتر من ساعة كدة
تشجع سليم وأخبرها بالفتاة التي يريد الزو اج منها
أنا عاوز أتج وز حياة وحضرتك معايا تقنعي أهلها توافق بيه وان كان على ظروفي وعجزي فأنا قررت اعمل العملية وهكون الزو ج المناسب ليها باذن الله
نظرت له بحب وقالت
أبتسم سليم وقرر أخباره عن رغبته بإتمام الزفاف بعد أسبوع من الآن لانه يريدها أن تسافر معه أثناء إجراء العملية ربتت الجدة على أرجله وطمئنته بأنها لن يهدأ لها بال إلا بإتمام تلك الزي جة وعليهم انتظار فاروق والتحدث معه ويترك الباقي عليها
في ذلك الوقت عاد فاروق وحياة المنزل وعندما ترجلا من السيارة تفاجئت بوجود سيارة سراج شعرت بالضيق بسبب وجوده لأنها شعرت بانجذاب شقيقتها له وهي ترفض ذلك
لتخبرها دلال بأنها تريد مساعدتها في إعداد الطعام ظلت معها وعقلها شاردا بالجالس وسط منزلها يتحدث مع عائلتها بكل أريحية وكأنه يتودد لهم ومن باقي أفراد العائلة
رحب بهما فاروق وجلس بتعب يتسامرون أطراف الحديث عن ما حدث بمصلحة الجوازات والتعسفات التي قابلتهم اليوم وعندما انتهى من جميع الإجراءات لابد من الانتظار عدة أيام أخرى لاستلام الجوازات ولم يحالفه الحظ بالذهاب إلى شركة السياحة اليوم لأن اليوم كان شاق عليه ورفضت ابنته أن تجهده فقرروا العودة إلى المنزل
تفاجئ فاروق بحديث سليم الغير متوقع
تدخلت الجدة بالحديث وحاولت إقناع فاروق فسليم شاب ناجح يمتلك
كل الصفات ليصبح زو جا ومسئول عن عائلته بعد ۏفاة والده شاب طموح ومن أسرة ثرية ذا أخلاق عالية وسمعة جيدة أسمه وشركاته تتحدث عنه وليس بعاجز فهو يفعل كل شيء وجدير بالثقة لكي يعطيه ابنته وأنه في طريقه للشفاء وتجاوز تلك المحڼة ويريد أن تكون حياة جانبه
لم يعلق فاروق على شيء وقرر أن يتحدث بذلك الأمر مع ابنته أولا فهي صاحبة الشأن والقرار النهائي لديها هي وإذا أعطته الموافقة فلابد من حديث آخر
بعد لحظات أتت دلال تخبرهم بتناول طعام الغذاء والتف الجميع حول مائدة الطعام التي يتريسها فاروق وجلست الجدة وسراج جانبها وسليم أيضا وعلى الجانب الآخر جلست دلال فقط ورفضت الفتيات تناول الطعام فريدة مازالت محرجة وحياة تتهرب من مقابلته أما أمل فقد كانت خارج المنزل عند إحدى صديقاتها
ظلت فريدة تتأفف بغيظ أما حياة فقد
كانت تقضم أظافرها باسنانها وتزرع الغرفة ذهابا وإيابا وعقلها شاردا بماذا يحدث الان وما مصيرها القادم اتتها نوبة اختناق وركضت إلى الشرفة تحاول استنشاق بعض الهواء ولكن لم تستطيع من شدة توترها وتشتتها كما أن دقات قلبها تتصارع داخلها تنبض بشدة وكأنها ستتوقف عن النبض بسبب ما تعانيه الآن
دلفت والدتها الغرفة بابتسامة مشرقة وهي تهتف باسمها
حياة بابا عاوزك تعملي الشاي وتنزليه الجنينة تحت
تنفست الصعداء وقالت
هم خلاص نزلوا تحت يعني ما فيش حد في البيت
هتفت مندهشة من حديث ابنتها
أيوة يا بنتي تحت يلا اعملي الشاي قوام
زفرت بهدوء وركضت إلى المطبخ تعد الشاي وهي تحدث نفسها
اكيد هيشرب الشاي ويغور في داهية يا ترا فاتح بابا في الموضوع ولا
دي زيارة عادية أف منك
انتهت من إعداد الشاي بالنعناع المفضل لوالدها وحملت الصينية وغادرت المنزل تهبط الدرج بعجالة وعندما وصلت إلى الحديقة استمعت لأصوات ضحكاتهم المجلجلة
عبثت ملامحها ووضع الصينية أمامها وهي تهتف بضجر
الشاي
التقط والدها كفها ودعاها للجلوس جانبه بالمقعد الشاغر
أقعدي جنبي هنا يا حبيبتي
جلست حياة بالمقعد الذي بين والدها وسليم وحاولت أن تكون هادئة لكي