رواية بقلم فاطمه الالفي
لأداء مناسك العمرة
وعندما وصلت إلى الأراضي المقدسة
غمرتها السعادة وهي تخطو خطواتها على تلك الأرض المباركة خير بقاع الأرض فكانت البقعة التي بني عليها البيت وأن يختار له أشرف البلدان فكانت مكة المكرمة لذا هي أشرف البلدان وأكرمها لاحتوائها على بيت الله الحړام ومن ثم كانت مكة البلد الحړام خير البقاع وأحبها إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك عدة أحاديث منها
جرت عادة البشر أنهم إذا كان لديهم شيء ثمين ونفيس فأرادوا حفظه فإنهم يختارون له أولا أفضل الأوعية وأحسنها لاحتوائه ثم يختارون له أفضل الأماكن وآمنها لحفظه وصيانته ويحتاطون له ما لا يحتاطون لغيره وهذا واقع ممارس من أنفسنا ومشاهد من غيرنا
لفحتها نسمات الهواء العليل أقشعر ج سدها بالروحنيات التي طغت على المكان شعور بالراحة والهدوء والسکينة والطمأنينة التي تسكن الروح وتطمئن النفس أنشرح ص درها عندما رأت البيت الحړام أحتاج ج سدها قشعريرة طفيفة من رهبة تلك البقعة المباركة أحب أرض الله إلى الله
أما عن سليم فلم تقل رهبته عن رهبة حياة فتلك هي المرة الأولى التي يأتي بها إلى البيت الحړام ويؤدي مناسك العمرة أنسابت دموع الخزي أنها لم يأتي قبل ذلك شعور بالحزن على ما اقترفه والده من ذنب ظل لسانه يردد بألحاح وأستغفار بأن ربه يقبل توبة والده ظل يناجيه ويلح عليه بالدعاء بأن يغفر لوالده كل ما اقترفه بحق الأبرياء الذين كانوا يعالجون بالمشفى الخاص به تحت رحمته وأفعاله المشپوهة مع تلك الماڤيا
بالقاهرة
داخل المشفى بعدما استردت نور وعيها وعلمت بكل ما حدث لها لم تجد سوا خديجه هي التي ترافقها أنسابت دموعها وهمست قائلة پانكسار
كل اللي حصلي أنا السبب فيه
تطلعت لها خديجة دون أن تتفوه بكلمة
أنا تمنيت الطفل ينزل لم عرفت أن ممكن يكون ورث الصرع من أسر ڠصب عني ماكنتش هقدر أتحمل لكن ما اتمنيتش أيدا أن استئصال الرحم زرفت الدموع وعادت تهتف بأسي
أنا كدبت على أسر وأوهمته أن الطفل مش منه
شهقت خديجة پصدمة وهتفت بحزن
أوعي تكوني شككتيه في أخوه
نكست برأسها أرضا وهتفت قائلة بانفعال
انتقم منه هو اللي تخلى عني قبل كده بعد ما علقني بيه قبل جو ازي من أسر اتمنيت يصلح غلطته ونت جوز هو رفضني أتجوزت أسر بس عشان أكون جنب سليم هو اللي دمر حياتي كلها ماعرفتش أشوف أسر ولا أحبه في وجود سليم وكمان هو السبب في ۏفاة جدو هو دمر حياتي وحبيت أدمره زي ما دمرني
هزت راسها بأسى وهتفت قائلة
منك لله كنت بحاول اداري عمايلك السودة عشان خاطر ولادي ما يعدوش بغض شوفت منك كتير واتحملت تصرفاتك أكتر وكنت بقول معلش هي وحيده دلوقتي مالهاش حد اعتبريها بنتك يا خديجه اقفي جنبها وفي ضهرها جيت على ابني كتير عشان خاطرك لكن يا خسارة كنت غلطانه هو ده جزات المعروف يا نور مش هقول غير كفاية اللي انتي فيه
وتركت خديجة الغرفة بقلب مكلوم وعيناها تزرف الدموع بصمت روحها على ما أصاب أبنها
تخشى بأن يكون قد صدقت زو حته في الكذب والافتراء على شقيقه الأكبر وضعت كفها مكان قلبها الذي ينبض بصخب وكأنه سيخرج من بين أضلعها تخشى القادم
أما عن نور فظلت وحيدة حطام أنثى بعد ما جنت ما زرعته من حقد وكره وقررت ترك المشفى والعودة إلى فيلا جدها هذا ملجاءها الأخير الذي ستحتمي بجدرانه المتبقي من عمرها
عندما وصلت خديجة الفيلا هرولت مسرعة لغرفة أسر تتفقده بعدما قصت الخادمة ما حدث قبل ساعات طرقت باب الغرفة ودلفت على الفور
عن خديجة فقد علمت الان سبب ما يحدث لصغيرها أقتربت منه بقلب منفطر وهمست بجانب أذنه قائلة بحنو
لو كنت مصدق نور في اللي قالته مش هدافع عن اخوك هح س بالقهرة وأقول يا خسارة تربيتي فيكم يا ولادي
انتفض پذعر من فراشه وصوب