الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 91 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز


أنظاره على والدته وهو يهتف بتسأل 
حضرتك كنتي تعرفي أن في بينهم 
قاطعته بحسم 
اسكت أنت أزاي تفكر في اخوك كده أخوك اللي ضحى بعمره كله عشانك وعشان يشوف بس الفرحة في عينيك سليم مستعد يديك عمره كله أزاي يفكر في مراتك سليم قالي فعلا شافها في اخر سفرية قبل الحاډثه ومافيش بينهم حاجه من ناحية اخوك لكن هي اتعلقت بيه وحبته هو مالوش ذنب وعشان كده مش عرفك بحاجه عشان شافك بتحبها نور بنفسها حكتلي كل حاجه دلوقتي هي حاولت ټنتقم من سليم عشان مفكرة أن هو تخلى عنها وعشان هو السبب في مۏت جدها لكن جدها ماټ لم تراكمت عليه الديون وسليم مش ساعده اخوك مالوش ذنب في كل اللي بيحصل

صړخ منفعلا 
وأنا عارف ومتأكد أن سليم ماقربش منها لكن موجوع أن كنت مغفل كنت اتمنى اخويا مايخبيش عليه حاجه حصلت زمان ويسبني انا أقرر أكمل مع نور ولا لا ماكناش وصلنا للنقطة دي يا أمي وعارف أن حملها مني انا وكان ضعيف وعشان كده نزل والحمدلله أن نزل عشان ده اللي كان رابطني بيها وهتصل بالمحامي يخلص كل إجراءات الطلاق 
ربنا على كتفه برفق 
أنت وأخوك هتفضلوا سند لبعض العمر كله أوع تظلمه يا أسر أو تيجي عليه يا بني سليم ده ابوك وأخوك ومالوش غيرك يا حبيبي أوع حد يدخل بينكم ويهد علاقتكم الاخ يا حبيبي ما يتعوضش
أرتمى باحض ان والدته وظل يبكي بحړقة وهمس بحزن 
تعبان أوي يا أمي
ظلت تم سد على ظهره برفق وقالت
كل حزن الدنيا كله يهون يا حبيبي مدام كلنا اي د واحده وماحدش يقدر يبعدنا عن بعض مهما كان مين
إن أخاك من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
يبقى الأخ أمن لا يشوبه خوف وسند لا يميل ولا يهتز وحب لا يخيب الاخ سند عظيم قوة وضلع ثابت لا يميل قيل في حب الأخ هو ذلك الجبل الذي أسند عليه نفسي عند الشدائد وكيف لا أحبه ورب الكون قال فيه سنشد عضدك بأخيك 
بمنزل فاروق 
عمت الفرحة بالمنزل وتعالت أصوات الزغاريد فرحا بخطبة فريدة وسراج فاليوم قراءة الفاتحة وتم تحديد موعد الخطبة عندما يعود سليم وحياة من الخارج 
شعر فاروق بالسعادة من أجل سعادة بناته فهو لن يتمنى أكثر من ذلك وعندما كان منشغلا بالحديث مع والد سراج أتاه اتصالا هاتفيا من شقيقه 
انقبض قلبه ونهض عن مقعده سار بخطوات مضطربه وولج لداخل غرفته ثم اغلق الباب خلفه واجاب على شقيقه بلهفة 
سلام عليكم يا حج شريف
أتاه صوته منكسرا خجلا من تصرفاته معه 
وعليكم السلام يا اخويا 
استشعر الحزن والانكسار بنبرة صوت شقيقه فهتف متسائلا بقلق 
خير يا أخويا مال صوتك
زفر انفاسه بضيق ثم قال 
سامحني يا فاروق حقك عليا انا جيت عليك كتير يا اخويا ثم
انهمرت دموعه وقال بصوت مټألم 
ام طارق صابها المړض الۏحش وبقالها شهر راقدة في السرير ومافيش في أمل في علاجها الدكاترة كلهم قالوا هي في أخر أيامها وهي عرفتني بكل اللي عملته في حق بنتك خلى حياة تسامحها وام حياة تسامحها وانت حقك على راسي يا حبيبي ومن يوم سفر طارق وأحمد البيت فضي علينا والمړض صابها ومابقاش لينا حد كنت عشمان تيجي عاوز اشوفك واديك ورثك وكل حقوقك بشرع ربنا انا ياما ظلمتك وانت كنت مسامح عاوز أوجه رب كريم وان خفيف الدنيا دي كلها ماتستهلش أن الاخوات تقطع في بعضها عشان ورث وفلوس كله رايح وفاني ولن يبقى إلا وجهه ربنا 
زرفت دمعة هاربة من عين فاروق تأثرا بحديث شقيقه وهتف قائلا بحب 
مافيش بين الأخوات زعل ولا عتاب يا اخويا ربنا يقوملك مراتك بالسلامه وأنا أن شاء الله هكون عندك وماتشلش هم ام حياة وحياة أحنا أهل والمسامح كريم ربنا يديمك في حياتي 
هكذا أفصح وأعفا فاروق عن
أذية شقيقه وزو جته له ولابنته فيبقي شقيقه مهما حدث فالقدر لا يغير شيئا 
الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبها غيرنا في حقنا أو في تغذية روح العداء بين الناس
العائلة هي اللفظة التي لا يمكن للإنسان أن يحيا سويا من دونها ولا يمكنه أن يعيش إلا في أحض انها مهما تظاهر بغير ذلك لهذا فإن خير ما يفعله الإنسان مع عائلته هو أن يسامحهم ويعفو عنهم ويصفح عن أخطائهم فالعتاب لا يجر معه سوى الضغائن والأحقاد 
عاد فاروق بعدما اغلق الهاتف مع شقيقه وظل يتطلع لأفراد عائلته بحب وتنفس الصعداء 
أما عن سراج فقد كان يرمق

فريدة بنظرات عاشق ولهان يشعر بسعادة لا توصف بوجود عائلته جانبه في تلك اللحظة كما تنمى وحصل على مبتغاه من الحب الذي سكن فؤاده كما وعد والدها بأنه سيكون جديرا بابنته ولن يعود لطريق النزوات ثانيا فقد توج قلبه بحبها ولن يخسرها بعدما حصل بالاخير عليها 
وتتطلع له فريدة بخجل كما
 

90  91  92 

انت في الصفحة 91 من 147 صفحات